البحث في المدونة

موطني

الخميس، 5 نوفمبر 2015

المقرئ العراقي الحافظ خليل اسماعيل

المقرئ الحافظ خليل اسماعيل





بداية حياته مع القرآن
ولد الشيخ المقرئ الحافظ خليل إسماعيل العُمر في عام 1338 هـ/1920م، في جانب الكرخ من مدينة بغداد، وفي محلة سوق حمادة ومن أبوين مسلمين عربيين عراقيين ومن عائلة دينية معروفة بتقواها وتقاليدها الإسلامية.
ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم بإتقان وتجويد كبيرين، وتتلمذ على يد الملا محمد ذويب الذي كان إمام مسجد السويدي القريب من مسكنه في محلة خضر الياس.
تعلم وأتقن علوم التلاوة والتجويد على الملا جاسم سلامة الذي أشرف عليه واحتضنه كثيراً لذكائه المتميز وقد كان ملتزما بتوجيهات شيخه السديدة.
وكذلك درس على يد الملا رشيد ثم الملا عبد الله عمر ثم الملا إبراهيم العلي ثم الملا عواد العبدلي وقد كانوا من كبار القراء في بغداد.
دراسته
عند بلوغه سن الثالثة عشرة من عمره دخل المدرسة العلمية الدينية في جامع نائلة خاتون والتي كانت وقتذاك بإدارة الحاج نجم الدين الواعظ والشيخ قاسم القيسي، وقد اختصت هذه المدرسة بتعليم أصول الفقه والحديث والتفسير والعقائد وقراءة القرآن وقد تخرج فيها سنة 1943م، للمرة الأولى، وقد كان للشيخ نجم الدين الواعظ الفضل الأكبر في مسيرة الحافظ خليل إسماعيل وفي شهرته وسمعته في عالم التلاوة والتجويد إذ كان له مرشداً ومعلماً ومربياً وموجهاً وكان يتلقى منه دروساً يومية منتظمة في النحو والصرف والتجويد.
ودخلها ثانية سنة 1944م، وتخرج فيها سنة 1953م ونال الشهادة الدينية وكان الأول على اقرانه، ونال جائزة قدرها ثلاثون دينارا على تفوقه.
تأثر الشيخ حافظ إسماعيل بالملا جاسم محمد سلامة الذي كان مدرسا بارعا لجميع القراء ومنهم عبد الفتاح معروف.
 مقرئ القرآن
في مساجد بغداد
وفي سنة 1937م، عين الشيخ المقرئ الحافظ خليل إسماعيل في جامع السراي.
وفي مدرسة نائلة خاتون الدينية مقرئاً ومتعلماً في آن واحد.
وشغل رئاسة محفل القراء في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان.
واخذ ينتقل إلى عدة جوامع منها جامع الشيخ صندل وجامع شهاب الدين السهر وردي.
وكان آخر المطاف في جامع البنية
وصف قراءته
كانت قراءته تصويرية لمعاني الآيات تؤثر بالسامعين والسبب في ذلك قوله : انني عندما اقرا القرآن الكريم اجعل امامي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا) :
وقوله: (من لم يتغن بالقرآن فليس منا).
وقوله: (ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن الكريم يجهر به).
وكان هذا من الأسباب التي تشجعه على القراءة وفق الأنغام المقامية البغدادية الاصيلة.
وكان كذلك لتشجيع الحاج نجم الدين الواعظ فعله المؤثر في نفسه فقد كان يحب تلاوته ويحب ان يسمع منه مقام الخلوتي من الماهوري والحويزاوي والمخالف والبهيرزاوي
وكان الشيخ قاسم القيسي يحب ان يسمع منه قراءة القرآن الكريم على نغمة التوريز.
كانت قراءة الحافظ خليل إسماعيل حسبة لله بنية صادقة لوجه الله ولم يبتغ الشهرة أو ليقال عنه كذا أو للحصول على نفع لمادي. وهذا يعرفه من خالطه.
لقب الحافظ
وفي عام 1942م، وجه الأستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة إلى دار الإذاعة يدعوهم فيها إلى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الإذاعة والى توجيه الدعوة لجميع المقرئين في الإذاعة للحضور إلى ديوان مديرية الأوقاف لإجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق إن يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم.
وبعد إجراء الاختبار والتمحيص من لجنة ألفت من ثلاثة من كبار العلماء وممثل عن الأوقاف وآخر عن وزارة العدل وقاضي بغداد وكاتب المجلس وكان أحدهم الحافظ سيد الجوادي وهو من أهالي الموصل، وكان مقرئاً آنذاك في دار الاذاعة. فلم يوفق في الحصول على هذا اللقب في ذلك الامتحان سوى الحافظ خليل إسماعيل. لذا فإنه لم ينل لقب الحافظ اعتباطاً أو مجرد صدفة بل ناله بجدارة واستحقاق عاليين وقد وصفه الأستاذ محمد القبانجي الحافظ خليل إسماعيل بانه (بستان الأنغام العراقية الأصيلة)، حيث ان نغم ومقام الزنكران لم يجرؤ أحد من المقرئين ان يقرأه أبدا إلى يومنا هذا لصعوبة أدائه وترتيله في احسن حاله، ولكن الحافظ إسماعيل يقرؤه بكل إتقان ودقة متناهية.
وفي عام 1951 م، عندما زار العراق المقرئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، قال بحقه إني لم أطرب ولم أكن اسمع مثل الحافظ خليل وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي.
وفاته

وفي مطلع عام 2000م، أشتد عليه مرضه ولم يمهله طويلاً، فدخل دار التمريض الخاص في 23 كانون الثاني 2000م، وأجريت له عملية غسل لكليته، وبقي على هذه الحالة إلى يوم 3 تموز 2000م، عندما دخل المستشفى لغسل الكلية للمرة السادسة والأخيرة، ولقد توفي بعد ظهر يوم الاربعاء 2 ربيع الثاني 1421 هـ/ 5 تموز 2000م، وفي صباح اليوم التالي شيعت بغداد الحافظ خليل من جامع المعز تشييعاً مهيباً إلى مثواه الأخير في مقبرة الكرخ في ابي غريب، ويتقدمهم اصحاب الفضيلة العلماء والاحباب والكتاب والشعراء ولفيف من المقرئين وجمع غفير من المواطنين الذين أتوا ليشاركوا مصابهم الاليم، واقيم مجلس العزاء من قبل اسرته في جامع عادلة خاتون في بغداد.